المنتدى الرسمى لقرية الجوابر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمى لقرية الجوابر

المنتدى الرسمــــى لقريـــة الجوابــــر | The Official Forum Of Elgawber Village
 
الرئيسيةالقوانين العامةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 حفر قناة السويس .. حكايات من الاحفاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
teef alnda
الرتبة
الرتبة
teef alnda


عدد المساهمات : 981
تاريخ الميلاد : 25/01/1987
تاريخ التسجيل : 11/06/2009
العمر : 37
الوظيفة : English teacher
المزاج : Fine و الحمد لله

حفر قناة السويس .. حكايات من الاحفاد Empty
مُساهمةموضوع: حفر قناة السويس .. حكايات من الاحفاد   حفر قناة السويس .. حكايات من الاحفاد Emptyالأربعاء 20 يوليو 2011, 2:55 pm

منقول من جريدة الجمهورية20/7/2011 م


ملفات تملأ الرفوف.. وذكريات غارقة في غبار النسيان ودماء روت قناة السويس
قبل ان تصلها نقطة مياه وجثث متناثرة علي طول المجري الملاحي الذي جعل مصر
محط انظار الاستعمار الانجليزي والفرنسي.. واليوم نستعيد فتح خزائن
الأسرار. كما كنا نتمني ان نعثر علي أحد ممن شارك في حفر القناة إلا أن
جميعهم قد لقوا نحبهم لكنهم لم ينسوا أن يتركوا الوديعة لمن يحفظها.
سردوا تفاصيل سنوات العذاب والسخرة والذل والهوان لأبنائهم وأحفادهم الذين حافظوا عليها كنزاً غالياً ونقلوه للأجيال.

يقول أحمد عبدالحميد 85 سنة من إحدي قري القليوبية سمعت حكايات ومآسي
يشيب لها الرأس تعرض لها جدي الذي شارك في شق القناة منذ بدايتها حيث كان
ذراع والده اليمني في الأعمال الزراعية فتحمل المسئولية لكنه فوجئ بعمدة
القرية يستدعيه إلي الدوار الكبير فظن في البداية أنها الخدمة الإلزامية.
فحاول والده تقبيل يد العمدة حتي يعفيه من الخدمة خوفاً عليه من هول ما
يتعرض له الجنود علي يد المستعمر الانجليزي وطلب منه ان يدفع "البدل" حتي
لو باع الجاموسة الوحيدة التي يمتلكها إلا انه أصر وحتي لا يهرب من حجرة
شيخ الخفر قام بتقييده من يديه وقدميه وساقه مع مجموعة كبيرة من أهل
القرية فجر اليوم التالي أمامه كالبهائم.
وكان عمدة القرية معروفا بقساوة القلب يتسم سلوكه بغلظة لا حدود لها من
أجل كسب الرضي السامي للإقطاعيين الذين كانوا يدينون بالولاء للخديو
وحاشيته.
قبل أن يصل الجد إلي قرية القصاصين علم أنه سيشارك في حفر قناة السويس
بإشراف مهندسين أجانب فحاول الهرب في البداية لكن سياط الحراس لم تترك شبرا
في جسده إلا وارتسمت عليه ولم يكن أمامه سوي الامتثال لأوامرهم والرضا
بالقدر حتي يعود لأسرته سالماً بدلا من الضرب والإهانة والتعذيب إن لزم
الأمر حتي أنه كان يسير علي قدميه بين محافظات القناة الثلاثة. بورسعيد
والسويس والاسماعيلية.

عتبة الجسر
في عام 1861 تحرك في موكب لاستقبال الوالي في منطقة التل الكبير بعد
عام تقريبا من بداية التحاقه بالعمل في شق القناة وكان الموقع الذي منحه
القدر العمل فيه يسمي عتبة الجسر الذي يقع في الجزء الشمالي من بحيرة
التمساح وهو إحدي مناطق العمل الست التي تم تقسيم مشروع حفر القناة علي
أساسها دون ان يري والدته التي رحلت عن الدنيا وروحها معلقة به حتي ظن
والده أنه ضمن ضحايا مرض الكوليرا الذي انتشر وحصد أرواح الآلاف هناك.
حينما علم اسماعيل حمدي باشا بحكاية الجد الذي فقد أهله وعشيرته منذ
سنوات طويلة طلب منه ان يترك الحفر في القناة ويقوم بخدمته هو وبعض
الانجليز الذين كان يحاول الارتماء في أحضانهم واحداً تلو الآخر ليحظي
بدرجة أو منصب رفيع لكنه رفض وطلب العودة للعمل تحت الشمس الحارقة في شق
القناة واستقر عامين آخرين بقرية فيشة التابعة لمحافظة الاسماعيلية.
في تلك الأيام الصعبة استطاع أحد من أبناء القرية الفرار من الحكم
القاسي خاصة بعد ان زودهم الخديو بمائة ألف عامل إضافي لإنجاز القناة في
الموعد المحدد وأكد لهم أن هذا الجد قد توفي بالفعل فاحتسبه والده عند ربه.
إلا أنه عاد إلي أحضان اسرته مرة أخري بعد أن تم فتح القناة رسميا في عام
1869 فوجد والدته قد رحلت عن الحياة وشقيقاته قد تزوجن حتي اخيه الأصغر
الذي تركه عمر 10 سنوات قد تزوج وأنجب وعاش حتي لقي وجه ربه في يوليو 1916
تاريكا عرقه ودماءه في جانبي القناة لتكون شاهدا علي عصر الظلم والسخرة
والاستبداد.


"مرارة النكسة"
يروي نبيل عبدالرحمن- عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس ونائب رئيس
الهيئة المالية سابقا قصته مع قناة السويس قائلا: لم يكن ارتباطي بالقناة
مجرد مكان عمل والسلام بل كنت اعتبرها بيتي الثاني وجميع من يعملون بها
أفراد اسرتي الكبيرة.. فالقناة مكان تاريخي شهد عصوراً وحروباً.. عاني
مرارة النكسة وذاق حلاوة الانتصار.. صرحاً للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم
وعملوا في ظروف صعبة دون رحمة أو رعاية حيث روي الآلاف من المصريين بدمائهم
أرض القناة.
يضيف نبيل: شهدت مراحل تطوير القناة إلي ان وصلت إلي ما هي عليه الآن
فقد بدأت العمل محاسبا في هيئة قناة السويس عام 1957 ضمن أول دفعة تم
تعيينها بعد العدوان الثلاثي وعملت وقتها مع كبار مهندسي البلد. مثل محمود
يونس رحمه الله صاحب الفضل في تأميم القناة عام 1956 وتتلمذت علي يديه
واستفدت كثيرا من خبراته. إلي أن جاء المهندس مشهور أحمد مشهور الذي
استكمل مشروعات تطوير القناة وتوسيع عرضها من الناحية الشرقية بالإضافة إلي
رفع مستوي الأمان فيها للسفن العابرة.. ثم جاء المهندس محمد عادل والمهندس
احمد فاضل وقد رفعوا الاستعدادات للاستمرار في تطوير القناة.
يذكر أنه أثناء تأميم القناة 26 يوليو 1956 كان غاطس السفن المسموح به
يبلغ 28 قدماً وبالتطوير في تعميق القناة وتوسيعها بلغ الغاطس به للسفن 66
قدماً وعند التأميم كانت إيرادات القناة لا تزيد عن 18 مليون دولار.. وفي
العام الماضي بلغ الإيراد السنوي 6 مليارات دولار بواقع 16 مليون دولار
يوميا لذلك فإن أمن قناة السويس خط أحمر فشريان قناة السويس كشريان النيل
وأمنها لا يمكن المساس به وان السياحة توقفت في الوقت الحالي نظرا للظروف
الراهنة.
يشير إلي انه اثناء عدوان 67 تم تهجيرنا خارج القناة إلي عدة مدن لمدة
سبع سنوات في الاسكندرية وسفاجا وبورسعيد وقد عشنا أياما صعبة للغاية
وكأننا بعيدا عن وطننا الحبيب حتي عادت القناة في عام 73 حرب اكتوبر ولكن
تم غلق القناة والملاحة لمدة سنة من أجل تطهيرها من الألغام واستئناف العمل
بها وتطويرها واليوم هناك مجموعة مميزة يقودها المهندس احمد فاضل رئيس
الهيئة تعمل كأسرة واحدة طوال ال 24 ساعة من أجل تطوير القناة ورفع مستوي
الخدمات ولذا نطالب الثوار بعدم المساس بالقناة ويجب ان نحميها ونحافظ
وعليها ونكون دورها بشرية واقية من أي مصدر للخطورة مشيراً إلي ان الحسرة
اصابته بعد علمه باعتصام عمال القناة ومحاولة تعطيلها مناشدا العمال الحفاظ
عليها والتعاون مع القيادات في بذل المزيد من الجهد وتقديم المقترحات من
أجل رفع مستوي الأداء.

أعمال حفرها بدأ ب 100 عامل
كرم عبدالملاك "85 عاماً" يقول: سمعت من أجدادي عن المعاناة التي عاشها
المصريون خلال العشر سنوات التي تم فيها حفر قناة السويس وكرههم الشديد
للخديو اسماعيل ولصديقه ديلسبس عندما بدأ حفر القناة ب 100 عامل دمياطي
وبسبب معارضة انجلترا وقف الحفر وبعدها بحوالي 8 شهور عادت علميات الحفر من
جديد وتم الاستعانة ب 220 عاملاً آخرين مع 80 فرداً من الأجانب ونظرا
لارتفاع أجرة الأجانب تم الاستغناء عنهم والاستعانة بالفلاحين وخاصة من قري
الصعيد والنوبة وكان منهم أحد اصدقاء جدي من محافظة المنيا والذي أخذ
بالقوة الجبرية للعمل بحفر القناة وترك أرضه وأولاده بدون أي عائل أو دخل
يوفر لهم متطلباتهم وعاني أشد المعاناة حيث كانوا لا يحصلون علي أي مقابل
مادي فلم يقم بزيارة أولاده وأهله طوال هذه الفترة وكنا نطمئن عليه من بعض
الخطابات التي انقطعت بعد فترة. وعلمنا منها مدي الذل والإهانة والعمل
بالاجبار دون رحمة وفي ظل انتشار الأمراض والأوبئة ومنها الجديري
والكوليرا والالتهاب الرئوي وقد مات كثير من العاملين بالإصابة بها ومنهم
من مات من الجوع والعطش والضرب وبعد انقطاع الأخبار عنه علمنا من خطاب
ارسله أحد جيرانه بأنه توفي نتيجة الإصابة بالكوليرا وارتفاع درجة الحرارة
مات وهو يمسك بفأسه ويحفر تراب القناة.
يقول: جاء قرار الزعيم جمال عبدالناصر رحمه الله بتأميم القناة عام
1956 وقد أثلج صدور من فقدوا ذويهم اثناء عملية الحفر وبعدها شنت بريطانيا
وفرنسا واسرائيل حربا علي مصر وهو ما عرف بالعدوان الثلاثي وبانتصار جنود
مصر الشرفاء تحققت العزة والكرامة للشعب المصري.

المستشار حمدي عجيز- وكيل وزارة السياحة سابقا يقول: إن المصريين شقوا
قناة السويس بدمائهم حيث ضحي الآلاف من الرجال بأرواحهم وعملوا وسط المخاطر
دون رعاية. مشيراً إلي ان جده رحمه الله كان دائما ما يتحدث عن السخرة
اثناء حفر القناة فقد كانوا يأخذون الفلاحين والعمال والذين وصل عددهم إلي
120 ألف فرد تقريبا.. وقد توفي الآلاف منهم نتيجة العوامل الطبيعية وقسوة
معاملة الانجليز والفرنسيين لهم وجلدهم بالسياط. فضلا عن انتشار الأمراض
مثل التيفود وكل ذلك بلا مقابل مادي أو عيني.. مشيرا إلي ان قرار التأميم
جاء بخطاب من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ميدان المنشية بمحافظة
الاسكندرية بعد[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ان حرضت انجلترا وفرنسا البنك الدولي علي عدم تمويل مصر لتطوير القناة
كوسيلة للضغط علينا والذي رأي أن التأميم لتوجيه الدخل القومي لصالح مصر
حيث كانت أسهم القناة في السابق توجه لصالح فرنسا وانجلترا.

عائلة الموجي رفضت العمل بالسخرة
يروي ابراهيم حسن رجب- 77 عاما من أبوالنمرس أنه سمع حكايات كثيرة عن
قناة السويس. أهمها أنه كان هناك فكرة منذ زمن بعيد راجع للفراعنة والرومان
بعمل ممر مائي يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط ولكن في العصر العباسي تم
ردمها من ناحية السويس منعاً لأي إمدادات من مصر إلي أهالي بلاد الحجاز
الثائرين ضد الحكم العباسي ومع تولي سعيد باشا الحكم تم عودة الفكرة لمهندس
فرنساوي يدعي ديلسيبس وحصل علي فرمان بالموافقة بحفر قناة السويس بعقد
امتياز لصالح فرنسا وبشروط مجحفة علي مصر كلفتنا دماء آلاف المصريين
وانتشرت الكوليرا بينهم كما أن العطش لا يفارقهم بسبب قلة مياه الشرب وكان
يتم اصطحاب العمالة بالسخرة من الفلاحين من البلاد القريبة من السويس
ولاحتياج الحفر للكثير امتدت السخرة لجميع ارجاء مصر وكان من يأتي عليه
الدور يقول أهله بتوديعه في مشهد جنائزي ولكن هناك عائلة تسمي عائلة الموجي
من محافظتي الدقهلية ودمياط ترفض عمل المصريين بالسخرة لذا لم يؤخذ أحد من
أفراد عائلتها ترفض عمل المصريين بالسخرة لذا لم يؤخذ أحد من أفراد
عائلتها تركوا العمدية عندما طلب منهم تسخير الناس للعمل بالقناة كما أنه
تم تأميمها في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حتي يستطيع تمويل بناء
السد العالي بعد أن رفضت الدول الأجنبية مساعدتنا.

فأس و"مقطف"
عاطف عبده
من سكان مدينة شبرا الخيمة يبلغ من العمر خمسة وثمانين سنة
ولديه ثلاثة أبناء وخمسة أحفاد. وكان ولده حريصا علي ان يحكي له باستمرار
عن الأحداث التاريخية التي مرت بها مصر وبالأخص عن حفر قناة السويس. خاصة
أنها تعد أقصر همزة وصل بين الشرق والغرب ويتذكر عن هذه الأحداث أن
المصريين هم الذين قاموا بحفرها بسواعدهم والاعتماد علي العمل اليدوي
باستخدام "الفأس والغلق" حيث كان لا يوجد وقتها أي معدات أو ماكينات حديثة
فمجرد أن فكر المهندس الفرنسي ديلسيبس في المشروع ليوصل طريق التجارة من
أوروبا لدول جنوب شرق آسيا مثل الهند وأفغانستان واليابان بدأوا تنفيذه
بجمع أكبر عدد من الفلاحين المصريين ليعملوا بالسخرة وكانوا كلما استودعوا
أحداً من المواطنين من الشباب للعمل بحفر قناة السويس ان أهله يبكون بحرقة
لأنهم يدركون أنه سوف يذهب بدون رجعة بسبب الأمراض والأوبئة التي كانت
منتشرة في ذلك الوقت. وتوفي الكثيرون من المصريين اثناء قيامهم بأعمال
الحفر لأن المصري لم يكن له ثمن.
يضيف أن مثل هذا المشروع كان لا يهم الشعب المصري في شيء لأن معظمهم
كان فقيرا وأميا يجهل قيمة مثل هذا المشروع لكنهم كانوا مدركين فقط ان
فائدته سوف تعود علي الفرنسيين والانجليز حيث كانوا يعملون بها علي مضض.
بالإرهاق والتعب والعرق والدماء استطاع المصريون إنجاز أهم مشروع علي مدار التاريخ وهو حفر قناة السويس.

يقول احمد ابراهيم من القليوبية: إن والده روي له ذكرياته مع حفر قناة
السويس قائلا إنه شارك في ظروف صعبة ومعقدة أكثر من مليون عامل وفلاح مصري
بنظام السخرة في حفر قناة السويس واستمر الحفر حوالي عشر سنوات حيث بدأت
عام 1859 حتي 1869 استخدمت خلالها كل أساليب التعذيب وإهدار كرامة
المصريين.
يضيف الحاج أحمد قائلا: خلال أعمال الحفر مات من العمال الذين قاموا
بأعمال الحفر أكثر من 120 ألف عامل بسبب عدم وجود مياه الشرب وإصابتهم
بوباء الكوليرا وتساقط الأتربة والحجارة عليهم اثناء الحفر.
يوضح الحاج احمد أن العمال المصريين الذين ماتوا في ذلك الوقت واثناء
الحفر لم يتقاضوا أي تعويضات. بالإضافة إلي عدم تقاضي العمال أي أجور نظير
الحفر حيث كانت الشرطة تقوم بجمع العمال بالقوة وبالبلدي من يموت ليس له
دية حيث كانوا يجبرون العمال علي العمل بالكرباج في حين يحصل اليهود
والانجليز علي العائد والأجور المرتفعة.
يشرح الحاج احمد قائلا: إن والده سرد عليه تصريح الخديو محمد سعيد باشا
بأن ديلسبس عرض عليه الفوائد التي تعود علي مصر من اتصال البحرين وأخبرهم
عن تكوين شركة من أصحاب رءوس أموال وتكونت الشركة وأخذت مصر 44% من الأسهم
والتزمت الشركة وتعهدت بتقديم العمال بنظام السخرة.

دماء علي الضفاف
يحكي المهندس عبدالحليم عبدالفتاح- وكيل أول وزارة الاتصالات بالمعاش
87 عاماً. ذكريات أقاربه وأجداده مع قناة السويس قائلاً: إنه بحلول عام
1859 تقرر بدء الحفر في حفل أقيم ببورسعيد بواسطة 100 عامل حضروا من دمياط
ولكن لمعارضة انجلترا خوفا علي مصالحها في الهند وكذلك السلطان العثماني تم
ايقافه وبعد تدخل الامبراطورة أوجيني امبراطورة فرنسا في ذلك الوقت تم
استئناف الحفر بعد توفير 330 عاملا مصرياً وعدد قليل من العمالة الأجنبية
ولارتفاع أجورهم واختلاف المناخ وعاداتهم عن المصريين تم الاستغناء عن فكرة
العمالة الاجنبية وتم زيادة العدد يوميا ولكن كانت تظهر يوم بعد يوم مشاكل
عديدة أهمها مياه الشرب وعدم حصولهم علي مقابل مادي وعدم وجود رعاية صحية
أصيب العمال بأوبئة عديدة منها الكوليرا والجدري حيث كان يتوافد شهريا
حوالي 25000 عامل شهرياً بالسخرة.. وفي هذا الوقت فوجئ بأن عمه وجده وارد
اسمهما في كشوف مجهولة فاعتقدوا أنها الخدمة الإلزامية لكنهم فوجئوا أنهم
في طريقهم إلي بورسعيد وبالفعل ظلوا ثلاث سنوات يعملون ليل نهار في حفر
القناة حيث مات الجد وظل العم يصارع الموت حتي أمر محافظ بورسعيد بشحن
المرضي في قطار للبضائع بعد تفشي مرض الكوليرا.
يتذكر أنه سمع من جده أنه بعد الانتهاء من حفر القناة أقام الخديوي
اسماعيل حفل افتتاحها وكان حفلاً اسطورياً وليلة من ليالي ألف ليلة وليلة
كما أن الطريق المؤدي للحفل من مرسي السفن الخاصة بملوك الدول كان طريقاً
منحرفاً مما يسمح بتمايل من يركب سيارة الخديوي اسماعيل عليه وكان هو الذي
أمر بهذا الانحراف في الطريق ترحيبا بملكة إحدي الدول الأوروبية في ذلك
الوقت كما أنه كان هناك نية شراء تمثال الحرية لوضعه عند مدخل القناة ولكن
لارتفاع سعره تم الاستغناء عن الفكرة وأهدته فرنسا لصديقتها أمريكا.
لم تختلف ذكريات كل مواطن عن الآخر قالقاسم المشترك بالسخرة وإهدار
كرامة المصريين لكن النتائج دائما إيجابية تمثلت في قناة يتحدث عنها العالم
أجمع.

يقول سعيد عبداللطيف 82 سنة وكان يعمل بحاراً إنه من مواليد محافظة
الاسكندرية من حي الأزاريطة ترتيبي الأخير بين اشقائي الخمسة جميعهم حصلوا
علي البكالوريا والتحقوا بالعمل في الحكومة والشركات الخاصة ولكنني كنت
أرفض ان أكون مثلهم موظفاً لأنني أحب الانطلاق والعمل الحر وكنت منذ صغري
أساعد والدي في تجارة الحبال ومستلزمات الدخان وهي مهنة الجدود وكان عمري
10 سنوات إلا ان والدي كان يرفض ان استمر في هذه المهنة وكان له صديق
انجليزي الجنسية وكان حديثنا لا ينقطع عن ذكرياته مع قناة السويس وكان يذكر
لي دائما أن عملية حفر قناة السويس بدأت عام 1851 وكان الفرنسي فيردناند
ديلسيبس هو صاحب فكرة القناة واستغرقت عملية الحفر حوالي 10 سنوات وكان
يأتي بالعمال من جميع قري وصعيد مصر ويعملون بنظام السخرة مثل العبيد وبدون
مقابل ولا يحصلون إلا علي الطعام فقط حتي داهمتهم كل الأمراض من حمي
والتهاب رئوي وفشل كلوي وغيرها من الأمراض حتي توفي ما لايقل علي 50 ألف
عامل اثناء عملية الحفر وبعد تأميم القناة قام الفلاحون بتحطيم تمثال
ديلسيبس الذي ضحي بالفلاحين والمصريين في حفر القناة.

مبروكة وأولادها
يحكي الحاج ربيع علي محمد- المنيا ناقلاً عن أجداده أن كان له جدة
لقبها أهل البلد بالست المبروكة لمساهمتها في حماية أهل القرية من الأوبئة
والأمراض الخطيرة بتقديم العلاج والنصائح لهم. بالإضافة لكفاحها ومعاناتها
في تربية ابنائها بعد ان قام الانجليز بسحب زوجها وأولادها واحداً تلو
الآخر للعمل بالسخرة في حفر قناة السويس.. حيث كانت تقوم بطحن القمح بالرحي
وبيعه لأهل البلدة من أجل الأنفاق علي بناتها وقد توفي جميع ابنائها بسبب
أعمال السخرة حيث كانوا يأتونها داخل صناديق الموتي ومنهم من لم يعد أصلا
وعاشت حتي مماتها علي أمل رؤية ابنائها الباقين.

يروي مصطفي محمد مؤنس- 83 سنة- محافظة البحيرة ذكرياته مع أجداده وكيف
نزحوا للأراضي الساحلية بالسويس والاسماعيلية بحثا عن الرزق بعدما ساءت
ظروف المعيشة الزراعية القاسية ليجدوا أنفسهم لقمة سائغة في أيدي الاحتلال
الغاشم الذي استغلهم بالسخرة في حفر قناة السويس.. مؤكداً أن جده الأكبر
وأخواته توفوا جميعا بعد 7 سنوات من مشاركتهم في أعمال حفر القناة التي
استمرت 10 سنوات وذلك إثر إصابتهم بوباء الكوليرا الذي دمر العمالة المصرية
في ذلك الوقت.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
teef alnda
الرتبة
الرتبة
teef alnda


عدد المساهمات : 981
تاريخ الميلاد : 25/01/1987
تاريخ التسجيل : 11/06/2009
العمر : 37
الوظيفة : English teacher
المزاج : Fine و الحمد لله

حفر قناة السويس .. حكايات من الاحفاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: حفر قناة السويس .. حكايات من الاحفاد   حفر قناة السويس .. حكايات من الاحفاد Emptyالأربعاء 20 يوليو 2011, 3:03 pm

انا عارف ان الموضوع طويل جدا
لكن بصراحة الواحد كان مستمتع بقراته وخاصة انها من احفاد اصحاب السخرة
او احفاد حفرة قناة السويس
التى تساعد على زيادة الدخل القومى لمصر
وايضا التى تخدم العالم باكمله

عندما تسير بجانب القناة هل تتخيل ان بدايتها كانت على يد أجدادنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حفر قناة السويس .. حكايات من الاحفاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تغيير عملة قناة السويس للجنيه المصرى لن يزيد من قيمته ويضر بالاقتصاد
» مجموعة كتب للأطفال منتهى الروعة ممكن تكون حكايات
» قناه السويس(قناه الخير)
» اسماء مالكي القنوات الفضائيه
» تقرير قناة الاقصي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمى لقرية الجوابر :: الأحداث الجارية :: كلام فى السياسة-
انتقل الى:  
New Style Powered by phpBB © Version 2.0
Copyright ©2009 - 2011
All rights reserved By: www.Elgawaber.com