المنتدى الرسمى لقرية الجوابر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمى لقرية الجوابر

المنتدى الرسمــــى لقريـــة الجوابــــر | The Official Forum Of Elgawber Village
 
الرئيسيةالقوانين العامةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ]..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
dr_galal
الرتبة
الرتبة
dr_galal


عدد المساهمات : 795
تاريخ الميلاد : 25/07/1981
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
العمر : 43
الوظيفة : معيد بكلية التربية جامعة الأزهر
المزاج : الحمد لله على كل حال

[ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ]..   [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Emptyالخميس 08 يوليو 2010, 7:50 pm

نتابع سويا العلامة المسلم عبد الرحمن بن خلدون





6- فلسفة ابن خلدون:

امتاز ابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه القدامى على أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه.

وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة من موطنه الأصيل تونس و بقية بلاد شمال أفريقيا الأمازيغية إلى بلدان أخرى مثل مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

7- الفكر الاجتماعي لدى ابن خلدون:

يعتبر ابن خلدون العصبية هي الركيزة الأساسية لأي نشاط سياسي أو اجتماعي ، وأن الدولة لكي تقوم تحتاج إلى رابطة تجمع الأفراد تحت لوائها وتدفعهم للتضحية من أجلها، والعصبية تقوم بهذا الدور، استنادا على أن الإنسان كائن اجتماعي الطبع ويحتاج إلى كيان ينتمي إليه يوفر الحاجات التي لا يستطيع توفيرها منفرداً، إذن الفرد والقبيلة باعتبارها أكثر أشكال الروابط شيوعاً وقتئذ كلاهما بحاجة للآخر لتستقيم أمورهما معاً.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: "بأن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية، وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة. فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق.

ويحذّر ابن خلدون الناظرين في هذا العلم من دراسته قبل الاطلاع على العلوم الشرعية من التفسير والفقه، فيقول: "وليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والاطلاع على التفسير والفقه ولا يُكبَّنَّ أحدٌ عليها وهو خِلْو من علوم الملة فقلَّ أن يَسلَمَ لذلك من معاطبها.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ولعل ابن خلدون وابن رشد اتفقا على أن البحث في هذا العلم يستوجب الإلمام بعلوم الشرع حتى لا يضل العقل ويتوه في مجاهل الفكر المجرد لأن الشرع يرد العقل إلى البسيط لا إلى المعقد وإلى التجريب لا إلى التجريد.

ومن هنا كانت نصيحة هؤلاء العلماء إلى دارسي الفلسفة أن يعرفوا الشرع والنقل قبل أن يُمعنوا في التجريد العقلي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بسبب فكر ابن خلدون الدبلوماسي الحكيم، أُرسل أكثر من مرة لحل نزاعات دولية، فقد عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيراً إلى أمير قشتالة لعقد الصلح وبعد ذلك بأعوام، استعان أهل دمشق به لطلب الأمان من الحاكم المغولي تيمور لنك، والتقوا بالفعل.

8- الغرب وابن خلدون:

كثير من الكتاب الغربيين وصفوا تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ، وهو له تقدير كبير عندهم.

وربما تكون ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته و تجاربه ودعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا، حيث تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.

كان شمال أفريقيا أيام ابن خلدون بعد سقوط دولة الموحدين الأمازيغية تحكمه ثلاث أسر : المغرب كان تحت سيطرة المرينيين الأمازيغ (1196م- 1464م)، غرب الجزائر كان تحت سيطرة آل عبد الودود الأمازيغ (1236م – 1556م )، تونس وشرق الجزائر وبرقة تحت سيطرة الحفصيين الأمازيغ أيضا (1228م – 1574م ). وكان التصارع بين هذه الدول الثلاثة على أشده للسيطرة ما أمكن من المغرب الكبير ولكن تميزت فترة الحفصيين بإشعاع ثقافي باهر. وكان المشرق العربي في أحلك الظروف آنذاك يمزقه التتار و التدهور.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

9- وظائف تولاها:

كان ابن خلدون دبلوماسياً حكيماً أيضاً، وقد أُرسل في أكثر من وظيفة دبلوماسية لحل النزاعات بين زعماء الدول فمثلاً: عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيراً له إلى أمير قشتالة للتوصل لعقد صلح بينهما وكان صديقاً مقرباً لوزيره لسان الدين ابن الخطيب، وكان وزيراً لدى أبي عبد الله الحفصي سلطان بجاية، وكان مقرباً من السلطان أبي عنان المرينى قبل أن يسعى بينهما الوشاة، وبعد ذلك بأعوام استعان به أهل دمشق لطلب الأمان من الحاكم المغولي القاسي تيمورلنك، وتم اللقاء بينهما، وصف ابن خلدون اللقاء في مذكراته إذ يصف ما رآه من طباع الطاغية، ووحشيته في التعامل مع المدن التي يفتحها، ويقدم تقييماً متميزاً لكل ما شاهد في رسالة خطها لملك المغرب الخصال الإسلامية لشخصية ابن خلدون، أسلوبه الحكيم في التعامل مع تيمورلنك مثلاً، وذكائه وكرمه، وغيرها من الصفات التي أدت في نهاية المطاف لنجاته من هذه المحنة، تجعل من التعريف عملاً متميزاً عن غيره من نصوص أدب المذكرات العربية والعالمية.

فنحن نرى هنا الملامح الإسلامية لعالم كبير واجه المحن بصبر وشجاعة وذكاء ولباقة، ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع.

وساهم في الدعوة للسلطان أبى حمو الزيانى سلطان تلمسان بين القبائل بعد سقوط بجاية في يد سلطان قسنطينة أبى العباس الحفصى وأرسل أخاه يحيى بن خلدون ليكون وزيراً لدى أبى حمو.



10- وفاته:

وتوفي في مصر عام 1406م، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة، وقبره غير معروف، والدار التي ولد بها كائنة بنهج تربة الباي عدد 34 بتونس العاصمة بالمدينة العتيقة.
وله قصيدة في الحنين لموطنه تونس "أحن إلى ألفي وقد حال دونهم مهامه فيح دونهن سباسب"

ويبقى ابن خلدون اليوم شاهدا على عظمة الفكر الإسلامي المتميز بالدقة والجدية العلمية والقدرة على التجديد لاثراء الفكر الانساني .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

11- كتبه ومؤلفاته:

1- تاريخ ابن خلدون, المسمى بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.

2- شفاء السائل لتهذيب المسائل. نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي.

3- مقدمة ابن خلدون.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



4- كتاب مذكراته، التعريف بابن خلدون.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المشتاقة للجنة
الرتبة
الرتبة
المشتاقة للجنة


عدد المساهمات : 809
تاريخ الميلاد : 15/08/1982
تاريخ التسجيل : 07/06/2010
العمر : 42
الموقع : http://www.elgawaber.com
الوظيفة : في حب وطاعه الله
المزاج : الحمد لله وحدة

[ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ]..   [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Emptyالجمعة 09 يوليو 2010, 5:31 pm

جزاك الجنة دكتور جلال وشكرا علي المتابعه والاستمرارية في الموضوع مع اني احببت ان الجميع يشاركني

الرأي

في الموضوع ولاكني سأستمر ان شاء الله لك جزيل الشكر وجاري البحث عن اي معلومة عن العالم القدير ابن

خلدون

واعتزر عن التأخير في الرد بارك الله فيك

عـــــــاشقة الجـــــــنة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgawaber.com
المشتاقة للجنة
الرتبة
الرتبة
المشتاقة للجنة


عدد المساهمات : 809
تاريخ الميلاد : 15/08/1982
تاريخ التسجيل : 07/06/2010
العمر : 42
الموقع : http://www.elgawaber.com
الوظيفة : في حب وطاعه الله
المزاج : الحمد لله وحدة

[ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ]..   [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Emptyالسبت 10 يوليو 2010, 3:28 am

d]مقدمة ابن
خلدون كاملة
]


لقراءتها و الاستفادة



[] [size=21]مقدمة
ابن خلدون
[]
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgawaber.com
المشتاقة للجنة
الرتبة
الرتبة
المشتاقة للجنة


عدد المساهمات : 809
تاريخ الميلاد : 15/08/1982
تاريخ التسجيل : 07/06/2010
العمر : 42
الموقع : http://www.elgawaber.com
الوظيفة : في حب وطاعه الله
المزاج : الحمد لله وحدة

[ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ]..   [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Emptyالسبت 10 يوليو 2010, 3:28 am

ابن خلدون انجاز فكري متجدد


بصيغة pdf



من هنا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgawaber.com
المشتاقة للجنة
الرتبة
الرتبة
المشتاقة للجنة


عدد المساهمات : 809
تاريخ الميلاد : 15/08/1982
تاريخ التسجيل : 07/06/2010
العمر : 42
الموقع : http://www.elgawaber.com
الوظيفة : في حب وطاعه الله
المزاج : الحمد لله وحدة

[ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ]..   [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Emptyالسبت 10 يوليو 2010, 3:36 am

[ علم الاجتماع ]


أصبح من المسلم به تقريبا في مشارق الأرض ومغاربها، أن ابن خلدون هو مؤسس
علم الاجتماع أو علم العمران البشري كما يسميه. وقد تفطن هو نفسه لهذه
الحقيقة عندما قال في مقدمته التي خصصها في الواقع لهذا العلم الجديد: ...
وهذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا...، وهو علم مستقل بنفسه موضوعه
العمران البشري والاجتماع الإنساني، كما أنه علم يهدف إلى بيان ما يلحقه من
العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، وهذا شأن كل علم من العلوم وضعيا
كان أم عقليا واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير
الفائدة، أعثر عليه البحث وأدى اليه الغوص... وكأنه علم مستبط النشأة،
ولعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة. المقدمة

ويبدو واضحا ان اكتشاف ابن خلدون لهذا العلم قاده اليه منهجه التاريخي
العلمي الذي ينطلق من أن الظواهر الاجتماعية تخضع لقوانين ثابتة وأنها
ترتبط ببعضها ارتباط العلة بالمعلول، فكل ظاهرة لها سبب وهي في ذات الوقت
سبب لللظاهرة التي تليها. لذلك كان مفهوم العمران البشري عنده يشمل كل
الظواهر سواء كانت سكانية أو ديمغرافية،اجتماعية، سياسية، اقتصادية أو
ثقافية. فهو يقول في ذلك :فهو خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران
العالم وما يعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال مثل التوحش والتأنس
والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن الكسب والعلوم
والصنائع وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الاحوال. المقدمة،وهنا
يلامس أيضا نظرية النشوء والارتقاء لدى داروين وان لم يغص فيها. ثم أخذ في
تفصيل كل تلك الظواهر مبينا أسبابها وتنائجها، مبتدئا بأن بإيضاح أن
الإنسان لا يستطيع العيش بمعزل عن أبناء جنسه حيث: ان الاجتماع الإنساني
ضروري فالإنسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية...
وهو معنى العمران.

ثم تعرض للعمران البشري على العموم مبينا أثر البيئة في الكائنات البشرية
وهو مايدخل حاليا في علم الاتنولوجيا والانثروبولوجيا. ثم بعد ذلك تطرق
لأنواع العمران البشري تبعا لنمط حياة البشر وأساليبهم الإنتاجية قائلا: ان
اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلتهم في المعاش. مبتدئا
بالعمران البدوي باعتباره اسلوب الإنتاج الأولي الذي لا يرمي إلى الكثير من
تحقيق ما هو ضروري للحياة ...ان اهل البدو المنتحلون للمعاش الطبيعي...
وانهم مقتصرون على الضروري الاقوات والملابس والمساكن وسائر الأحوال
والعوائد. المقدمة

ثم يخصص الفصل الثالث من المقدمة للدول والملك والخلافة ومراتبها وأسباب
وكيفية نشوئها وسقوطها، مؤكدا أن الدعامة الأساسية للحكم تكمن في العصبية.
والعصبية عنده أصبحت مقولة اجتماعية احتلت مكانة بارزة في مقدمته حتى
اعتبرها العديد من المؤرخين مقولة خلدونية بحتة، وهم محقون في ذلك لأن ابن
خلدون اهتم بها اهتماما بالغا إلى درجة أنه ربط كل الأحداث الهامة
والتغييرات الجذرية التي تطرأ على العمران البدوي أو العمران الحضري بوجود
أو فقدان العصبية. كما أنها في رأيه المحور الأساسي في حياة الدول
والممالك. ويطنب ابن خلدون في شرح مقولته تلك، مبينا أن العصبية نزعة
طبيعية في البشر مذ كانوا، ذلك أنها تتولد من النسب والقرابة وتتوقف درجة
قوتها أو ضعفها على درجة قرب النسب أو بعده. ثم يتجاوز نطاق القرابة الضيقة
المتمثلة في العائلة ويبين أن درجة النسب قد تكون في الولاء للقبيلة وهي
العصبية القبلية ... ومن هذا الباب الولاء والحلف إذ نصرة كل أحد من أحد
على أهل ولائه وحلفه للألفة التي تلحق النفس في اهتضام جارها أو قريبها أو
نسيبها بوجه من وجوه النسب، وذلك لأجل اللحمة الحاصلة من الولاء. أما اذا
أصبح النسب مجهولا غامضا ولم يعد واضحا في أذهان الناس، فإن العصبية تضيع
وتختفي هي أيضا. ... بمعنى أن النسب اذا خرج عن الوضوح انتفت النعرة التي
تحمل هذه العصبية، فلا منفعة فيه حينئذ. هذا ولا يمكن للنسب أن يختفي
ويختلط في العمران البدوي، وذلك أن قساوة الحياة في البادية تجعل القبيلة
تعيش حياة عزلة وتوحش، بحيث لا تطمح الأمم في الاختلاط بها ومشاركتها في
طريقة عيشها النكداء، وبذلك يحافظ البدو على نقاوة أنسابهم، ومن ثم على
عصبيتهم.

... الصريح من النسب انما يوجد للمتوحشين في القفر... وذلك لما اختصوا به
من نكد العيش وشظف الأحوال وسوء الموطن، حملتهم عليها الضرورة التي عينت
لهم تلك القسمة... فصار لهم ألفا وعادة، وربيت فيهم أجيالهم... فلا ينزع
اليهم أحدا من الأمم أن يساهم في حالهم، ولا يأنس بهم أحد من الأجيال...
فيؤمن عليهم لأجل ذلك منت اختلاط انسابهم وفسادها. أما اذا تطورت حياتهم
وأصبحوا في رغد العيش بانضمامهم إلى الأرياف والمدن، فإن نسبهم يضيع حتما
بسبب كثرة الاختلاط ويفقدون بذلك عصبيتهم. ... ثم يقع الاختلاط في الحواضر
مع العجم وغيرهم وفسدت الانساب بالجملة ثمرتها من العصبية فاطرحت ثم تلاشت
القبائل ودثرت فدثرت العصبية مدثورها وبقي ذلك في البدو كما كان. وهكذا
نخلص للقول في هذا الصدد بأن العصبية تكون في العمران البدوي وتفقد في
العمران الحضري.

العصبية والسلطة في مرحلة العمران البدوي

بعد أن تعرض ابن خلدون لمفهوم العصبية وأسبا وجودها أو فقدانها، انتقل إلى
موضوع حساس وهام، مبينا دور العصبية فيه، ألا وهو موضوع ((الرئاسة)) الذي
سيتطور في ((العمران الحضري)) إلى مفهوم الدولة. فأثناء مرحلة ((العمران
البدوي)) يوجد صراع بين مختلف العصبيات على الرئاسة ضمن القبيلة الواحدة،
أي ضمن العصبية العامة حيث: ((..ان كل حي أو بطن من القبائل، وان كانوا
عصابة واحدة لنسبهم العام، ففيهم أيضا عصبيات أخرى لأنساب خاصة هي أشد
التحاما من النسب العام لهم مثل عشير واحد أو أهل بيت واحد أو أخوة بني أب
واحد، لا مثل بني العم الأقربين أو الأبعدين، فهؤلاء أقعد بنسبهم المخصوص،
ويشاركون من سواهم من العصائب في النسب العام، والنعرة تقع من أهل نسبهم
المخصوص ومن أهل النسب العام، ألا أنها في النسب الخاص أشد لقرب اللحمة)).
ومن هنا ينجم التنافس بين مختلف العصبيات الخاصة على الرئاسة، تفوز فيه
بطبيعة الحال العصبة الخاصة الأقوى التي تحافظ على الرئاسة إلى أن تغلبها
عصبة خاصة أخرى وهكذا.((...ولما كانت الرئاسة انما تكون بالغلب، وجب أن
تكون عصبة ذلك النصاب (أي أهل العصبية الخاصة) أقوى من سائر العصبيات ليقع
الغلب بها وتتم الرئاسة لأهلها... فهذا هو سر اشتراط الغلب في العصبة، ومنه
تعين استمرار الرئاسة في النصاب المخصوص)).

يحدد ابن خلدون مدة وراثة الرئاسة ضمن العصبية القوية بأربعة أجيال على
العموم، أي بحوالي 120 سنة في تقديره.((ذلك بأن باني المجد عالم بما عاناه
في بنائه ومحافظ على الخلال التي هي سبب كونه وبقائه، وبعده ابن مباشر
لأبيه قد سمع منه ذلك وأخذ عنه، ألا أنه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشئ عن
المعاين له ثم إذى جاء الثالث كان حظه في الاقتفاء والتقليد خاصة فقصر عن
الثاني تقصير المقلد عن المجتهد ثم اذا جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملة
وأضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم واحتقرها وتوهم أن أمر ذلك البنيان لم
يكن بمعاناة ولاتكلف، وإنما هو أمر واجب لهم منذ أول النشأة بمجرد انتسابهم
وليس بعصبية... واعتبار الأربعة من الأجيال الأربعة بان ومباشر ومقلد
وهادم)).وبذلك ينهي ابن خلدون نظريته المتعلقة باسلطة أثناء مرحلة
((العمران البدوي)) ويخلص إلى نتيجة أن السلطة في تلم المرحلة مبنية أساسا
على العصبية بحيث لا يمكن أن تكون لها قائمة بدونها.

العصبية
والسلطة في العمران الحضري


انطلاقا من نظريته السابقة المتعلقة بدور العصبية في الوصول إلى الرئاسة في
المجتمع البدوي، واصل ابن خلدون تحليله على نفس النسق فيما يتعلق بالسلطة
في المجتمع الحضري مبينا أن العصبية الخاصة بعد استيلائها على الرئاسة تطمح
إلى ما هو أكثر، أي إلى فرض سيادتها على قبائل أخرى بالقوة، وعن طريق
الحروب والتغلب للوصول إلى مرحلة الملك ((... وهذا التغلب هو الملك، وهو
أمر زائد على الرئاسة... فهو التغلب والحكم بالقهر، وصاحبالعصبية إذا بلغ
رتبة طلب ما فوقها)). معتمدا في تحقيق ذلك أساسا وبالدرجة الأولى على
العصبية حيث إن ((الغاية التي تجري اليها العصبية هي الملك)). فهذه اذن
المرحلة الأولى في تأسيس الملك أو الدولة، وهي مرحلة لا تتم الا من خلال
العصبية.

بالوصول إلى تلك المرحلة يبدأ ((العمران الحضري)) شيئا فشيئا وتصبح السلطة
الجديدة تفكر في تدعيم وضعها آخذة بعين الاعتبار جميع العصبيات التابعة
لها، وبذلك فانها لم تعد تعتمد على عامل النسب بل على عوامل اجتماعية
وأخلاقية جديدة، يسميها اب خلدون ((الخلال)). هنا تدخل الدولة في صراع مع
عصبيتها، لأن وجودها أصبح يتنافى عمليا مع وجود تلك العصبية التي كانت في
بداية الأمر سببا في قيامها،(يتراءى لنا مبدأ نفي النفي في المادية
الجدلية<إضافة رابط المادية الجدلية ان وجد>). ومع نشوء يتخطى الملك
عصبيته الخاصة، ويعتمد على مختلف العصبيات. وبذلك تتوسع قاعدة الملك ويصبح
الحاكم أغنى وأقوى من ذي قبل، بفضل توسع قاعدة الضرائب من ناحية، والأموال
التي التي تدرها الصناعات الحرفية التي التي تنتعش وتزدهر في مرحلة
((العمران الحضري)) من ناحية أخرى.

لتدعيم ملكه يلجأ إلى تعويض القوة العسكرية التي كانت تقدمها له العصبية
الخاصة أو العامة(القبيلة) بانشاء جيش من خارج عصبيته، وحتى من عناصر
أجنبية عن قومه، وإلى اغراق رؤساء قبائل البادية بالأموال، وبمنح الإقطاعات
كتعويض عن الامتيازات السياسية التي فقدوها. وهكذا تبلغ الدولة الجديدة
قمة مجدها في تلك المرحلة، ثم تأخذ في الانحدار حيث أن المال يبدأ في
النفاذ شيئا فشيئا بسبب كثرة الانفاق على ملذات الحياة والترف والدعة. وعلى
الجيوش ومختلف الموظفين الذين يعتمد عليهم الحكم. فيزيد في فرض الضرائب
بشكل مجحف، الشئ الذي يؤدي إلى إضعاف المنتجين، فتتراجع الزراعة وتنقص حركة
التجارة، وتقل الصناعات، وتزداد النقمة وبذلك يكون الحكم قد دخل مرحلة
بداية النهاية، أي مرحلة الهرم التي ستنتهي حتما بزواله وقيام ملك جديد يمر
بنفس الأطوار السابقة اغلتي يجملها اب خلدون في خمسة أطوار. ((... وحالات
الدولة وأطوارها لا تعدو في الغالب خمسة أطوار. -الطور الأول طور الظفر
بالبغية، وغلب المدافع والممانع، والاستيلاء على الملك وانتزاعه من أيدي
الدولة السالفة قبلها.فيكون صاحب الدولة في هذا الطور أسوة بقومه في اكتساب
المجد وجباية المال والمدافعة عن الحوزة والحماية لا ينفرد دونهم بشيء لأن
ذلك هو مقتضى العصبية التي وقع بها الغلب، وهي لم تزل بعد بحالها.

الطور الثاني طور الاستبداد على قومه والانفراد دونهم بالملك وكبحهم عن
التطاول للمساهمة والمشاركة.ويكون صاحب الدولة في هذا الطور معنيا باصطناع
الرجال واتخاذ الموالي والصنائع والاستكثار من ذلك، لجدع أنوف أهل عصبيته
وعشيرته المقاسمين له في نسبه، الضاربين في الملك بمثل سهمه.فهو يدافعهم عن
الأمر ويصدهم عن موارده ويردهم على أعقابهم أن بخلصوا إليه حتى يقر الأمر
في نصابه

الطور الثالث طور الفراغ والدعة لتحصيل ثمرات الملك مما تنزع طباع البشر
اليه من تحصيل المال وتخليد الآثار وبعد الصيت، فسيتفرغ وسعه في الجباية
وضبط الدخل والخرج، وإحصاء النفقات والقصد فيها، وتشييد المباني الحافلة
والمصانع العظيمة، والامصار المتسعة، والهياكل المرتفعة، واجازة الوفود من
أشرف الأمم ووجوه القبائل وبث المعروف في أهله. هذا مع التوسعة على صنائعه
وحاشيته في أحوالهم بالمال والجاه، واعتراض جنوده وادرار ارزاقهم وانصافهم
في اعطياتهم لكل هلال، حتى يظهر أثر ذلك عليهم ذلك في ملابسهم وشكتهم
وشاراتهم يوم الزينة...وهذا الطور آخر أطوار الاستبداد

الطور الرابع طور القنوع والمسالمة ويكون صاحب الدولة في هذا قانعا بما
أولوه سلما لأنظاره من الملوك واقتاله مقلدا للماضين من سلفه... ويرى أن
الخروج عن تقليده فساد أمره وأنهم أبصر بما بنوا من مجده.

الطور الخامس طور الاسراف والتبذير ويكون صاحب الدولة في هذا الطور متلفا
لما جمع أولوه في سبيل الشهوات والملاذ والكرم على بطانته وفي مجالسه،
واصطناع أخدان السوء وخضراء الدمن، وتقليدهم عظيمات الامور التي لا يستقلون
بحملها، ولايعرفون ما يأتون ويذرون منها، مستفسدا لكبار الأولياء من قومه
وصنائع سلفه، حتى يضطغنوا عليه ويتخاذلوا عن نصرته، مضيعا من جنده بما أنفق
من أعطياتهم في شهواتهم... وفي هذا الطور تحصل في الدولة طبيعة الهرم،
ويستولي عليها المرض المزمن الذي لا تكاد تخلص منه..أي أن
تنقرض)).(المقدمة) واذن فان تحليل ابن خلدون بولادة ونمو وهرم الدولة هو ذو
أهمية بالغة، لأنه ينطلق من دراسة الحركة الداخلية للدولة المتمثلة في
العصبية، تلك المقولة الاجتماعية والسياسية التي تعتبر محور كل المقولات
والمفاهيم الخلدونية. فقد اعتمد عليها اعتمادا أساسيا في دراسته الجدلية
لتطور المجتمعات الإنسانية((العمران البشري)) وكأنه يبشر منذ القرن الرابع
عشر بما اصطلح على تسميته في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين
بـ ((المادية الجدلية)). وفي غمرة انطلاقت العلمية الرائعة الرائدة وضع
إصبعة على العصب الحساس والرئيسي ،وان لم يكن الوحيد في تطور ((العمران
البشري)) ألآ وهو الاقتصاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgawaber.com
المشتاقة للجنة
الرتبة
الرتبة
المشتاقة للجنة


عدد المساهمات : 809
تاريخ الميلاد : 15/08/1982
تاريخ التسجيل : 07/06/2010
العمر : 42
الموقع : http://www.elgawaber.com
الوظيفة : في حب وطاعه الله
المزاج : الحمد لله وحدة

[ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ]..   [ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ].. - صفحة 2 Emptyالسبت 10 يوليو 2010, 3:38 am

wn]الفلسفة ]


يرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار
العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: بأن قومًا من عقلاء النوع
الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته
وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح
العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك
العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة.
فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا
يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق.
ويحذّر ابن خلدون الناظرين في هذا العلم من دراسته قبل الاطلاع على العلوم
الشرعية من التفسير والفقه، فيقول: ¸وليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء
من الشرعيات والاطلاع على التفسير والفقه ولا يُكبَّنَّ أحدٌ عليها وهو
خِلْومن علوم الملة فقلَّ أن يَسلَمَ لذلك من معاطبها·.

لعل ابن خلدون وابن رشد اتفقا على أن البحث في هذا العلم يستوجب الإلمام
بعلوم الشرع حتى لا يضل العقل ويتوه في مجاهل الفكر المجرد لأن الشرع يرد
العقل إلى البسيط لا إلى المعقد وإلى التجريب لا إلى التجريد. ومن هنا كانت
نصيحة هؤلاء العلماء إلى دارسي الفلسفة أن يعرفوا الشرع والنقل قبل أن
يُمعنوا في التجريد العقلي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgawaber.com
 
[ موسوعة شآملة عن العلمآء الذين تركواْ بصآمآتهمْ عبر التآريخ ]..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» من الذين تستجاب دعوتهم
» موسوعة عن رأس السنة الهجرية
» موسوعة الحديث النبوي الشريف
» أغرب 6 موتات في العالم حسب موسوعة جنيس !
» موسوعة الارقام السريه لكل الرسيفرات ورزقي علي الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمى لقرية الجوابر :: المنتدى العام :: منوعات المنتدى العام-
انتقل الى:  
New Style Powered by phpBB © Version 2.0
Copyright ©2009 - 2011
All rights reserved By: www.Elgawaber.com