الهمة العالية --------------

إن المتدبر في آيات الله والدارس للتاريخ والناظر بعمق ووعى في صفحات الكتاب المسطور والكون المنظور سيدرك معنى العظمة الحقيقية، والسيادة والريادة الفذة، وأنه لا سبيل للوصول لذلك إلا بإقامة واجب العبودية، وعدم المبالاة بسعادة الدنيا وشقاوتها.

وإدراك أن النفس إلى موت والمال إلى فوت، وبحيث لا يفرح العبد بشيء من الدنيا أقبل، ولا يحزن على شيء منها أدبر، وبحيث تكون أهون في عينه من التراب، وهذا شأن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.

كانوا أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً، قاسوا الشدائد وتحملوا المتاعب فكان سمتهم العلو في الحياة وعند الممات، فعلوا ذلك لعلمهم أن الله -تعالى- يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها.

لقد كان السلف الصالح -رضوان الله عليهم- المثل الأعلى في علو الهمة بعد الأنبياء والمرسلين. ولم يكن ذلك في مجال دون مجال بل في جميع المجالات العلمية والعملية والجهادية النافعة.

فها هو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يتناوب مع جار له من الأنصار النزول إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول ابن الخطاب: فإذا جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك.

ويقول ابن عباس -رضي الله عنهما- كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتى بابه وهو قائل (ينام القيلولة) فأتوسد ردائي على بابه يسفي على من التراب فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما جاء بك؟ هلا أرسلت إلى فأتيك؟ فأقول: لا أنا أحق أن آتيك.

» الهمة العالية -----اليوم السادس التواضع ف الهمة
» الهمة العالية ------
» الهمة العالية --والجنة
» الهمة العالية --------------التوكل
» الهمة العالية --- للنساء نصيب

فعـاليات يوم الوفـــــاء بالجوابــــــر

الهمة العالية --------------