كرهت أن أُعجله حتى يقضى حاجته

ضع نصب عينيك كل عظيم فسوف ترى هذا العظيم أعظم من كل عظماء الدنيا

</blockquote>

<blockquote>وتخيل كل عالم تجد أنه أفضل منهم</blockquote><blockquote>وانظر إلى ركب الأنبياء تراه وأفضلهم</blockquote><blockquote>وأرسل الطرف في ذريّة آدم يبدو لك أنه سيدّهم</blockquote>

<blockquote>هو إمام الأمـة

</blockquote><blockquote>وهو سيد ولد آدم</blockquote><blockquote>وهو خير خلق الله جميعاً</blockquote>

<blockquote>ومع ذلك يجد من الوقت ما يُكلّم به جارية</blockquote><blockquote>أو يقضي به حاجة عجوز</blockquote><blockquote>أو يُلاعب به طفلا</blockquote><blockquote>صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو
حامل الحسن أو الحسين ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر
للصلاة ، فصلى ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس :
يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك هذه سجدة قد أطلتها فظننا أنه قد
حدث أمر ، أو أنه قد يُوحى إليك . قال : فكلّ ذلك لم يكن ، ولكن ابني
ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته . رواه الإمام أحمد والنسائي

</blockquote>

<blockquote>تأمل في جوابه صلى الله عليه وسلم لأصحابه : فكلّ ذلك لم يكن

</blockquote><blockquote>لم يحدث أمر جلل </blockquote><blockquote>ولم يكن يوحى إليّ</blockquote>

<blockquote>ولكن ابن بنته ارتحله ( ركب على ظهره )</blockquote><blockquote>وفي تعبيره : ارتحلني ما يفوق الوصف من الشفقة والرحمة بالصغير[/size]</blockquote><blockquote>ارتحلني : أي جعلني كالراحلة له !</blockquote>

<blockquote>لا إله إلا الله !</blockquote><blockquote>وسبحان الله !]</blockquote><blockquote>أهذا سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ؟!</blockquote><blockquote>أهذا الذي يأتيه خير السماء ؟!</blockquote><blockquote>أهذا أفضل الأنبياء والرسل الله فضلا عن غيرهم ؟!</blockquote><blockquote>أهذا قائد الأمـة ؟!</blockquote><blockquote>يكون ظهره مركبا لابن بنته ؟!</blockquote>

<blockquote>حتى استنبط بعض العلماء من فعل الصبي أنه لو لم يكن قد اعتاد على هذا في البيت لما تجرأ عليه أمام الناس !</blockquote>

<blockquote>وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسين فيرى الصبي حمرة لسانه فيهشّ إليه ، فقال
له عيينة بن حصن بن بدر : ألا أرى تصنع هذا بهذا ؟! والله ليكون لي الابن
قد خرج وجهه وما قبلته قط ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لا
يرحم لا يرحم . رواه ابن حبان بهذا اللفظ
</blockquote>

<blockquote>وعلى هذا المنوال سار أصحابه الذين دانت له الأصقاع بينما لبسوا جلود الضأن </blockquote><blockquote>وهم في بيوتهم يُلاعبون أهليهم ويُداعبون صبيانهم ويهشّون لهم </blockquote>

<blockquote>وقال عمر بن الخطاب رضي
الله عنه : ليعجبني الرجل أن يكون في أهل بيته كالصبي ، فإذا ابتغي منه
وُجد رجلا . رواه البيهقي في شعب الإيمان
</blockquote>

<blockquote>وقال ثابت بن عبيد : كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في أهله ، وأزمَته عند القوم .</blockquote>

<blockquote>قال الحكيم الترمذي :
وكان السلف الصالح ينبسطون إلى أهاليهم وأولادهم وإخوانهم ، ويُظهرون
النشاط في الأمور ، ويتفقدون من أنفسهم الوقوف عند الحدود كي لا يرتطموا في
النهي .</blockquote><blockquote>وقال إبراهيم النخعي : يُعجبني أن يكون الرجل في أهله كالصبي ، فإذا بُغي منه وُجد رجلا .</blockquote><blockquote>يعني إذا طُولب بما لا يجوز في الحق وُجد صلبا في دينه .</blockquote>

<blockquote>تذكّرت هذه المعاني يوم أن أصرّ ابني الأصغر – الذي تجاوز عمره السنتين بقليل – أن ألعب معه

</blockquote><blockquote>فهو لا يرى الدنيا سوى أرجوحة وحلوى !</blockquote>

<blockquote>تركت ما كان بيدي وقمت معه</blockquote>

<blockquote>ذهبت معه إلى الأرجوحة</blockquote><blockquote>أصرّ على ركوبي معه !</blockquote><blockquote>رَكِبتُ !!</blockquote><blockquote>وتفكّرت كم بيني وبينه من مدى زمني ؟!</blockquote><blockquote>كم تفصل بيننا سنوات العمر ؟</blockquote>

<blockquote>ثم جال بخاطري كلمات كان يُرددها</blockquote><blockquote>فردّدتُ وردّد معي</blockquote><blockquote>هذا قمرٌ ... ما أحلاه</blockquote><blockquote>هذا نجم ... ما أبهاه</blockquote><blockquote>هذا بحر ... مَنْ سوّاه ؟</blockquote>

<blockquote>إنه الله القدير</blockquote><blockquote>إنه الله القدير</blockquote>

<blockquote>فكنت أقول له الكلمة الأولى ويقول الثانية !</blockquote>

<blockquote>فحفر هذا الموقف في ذهن طفلي مشهداً لا أظنه ينساه</blockquote><blockquote>أما إني ما كنت أعي ماذا بعد هذا المشهد</blockquote><blockquote>إلا لما سمعته مراراً يقول : ركبت في ( الملديحة ! ) وركب معي أبوي !</blockquote><blockquote>وقال ... وقلتُ ...</blockquote><blockquote>وكرر هذه الكلمات كثيراً !</blockquote>

<blockquote>علمت بعدها كم للتبسّط مع الأطفال من أثر
</blockquote>

<blockquote>وكم لِلَعب الأب أو لجلوسه مع أطفاله من كبير القدر</blockquote>

<blockquote>يرون أنه قريب منهم</blockquote>

<blockquote>وأنه يُشاركهم أفراحهم وأحزانهم</blockquote>

<blockquote>قال أنس بن مالك رضي
الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقا ، وكان لي
أخ يقال له : أبو عمير ، كان فطيما ، فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم فرآه قال : أبا عمير ما فعل النغير ؟ قال : فكان يلعب به . رواه
البخاري ومسلم .</blockquote>

<blockquote>كيف بك لو دخلت على عمر بن الخطاب فرأيته يمشي على يديه ورجليه يحمل صبيا له على ظهره ؟!</blockquote>

<blockquote>هل تخـيّلت هذا المشهد ؟!</blockquote>

<blockquote>إنه خليفة المسلمين</blockquote><blockquote>إنه أمير المؤمنين

</blockquote><blockquote>إنه الذي قيل فيه :</blockquote><blockquote>يهتز كسرى على كرسيه فرقاً = مِن بأسه وملوك الروم تخشاه</blockquote><blockquote>لكنه هكذا يكون في بيته !</blockquote><blockquote>يكون مع صبيانه كالصبي !</blockquote><blockquote>هذه بعض أخلاق أسلافنا ، وبعض جوانب التربية عندهم .. فلله درّهم .</blockquote>
</b>

تسلم ايدك موضوع رائع يستحق القراءة

موضوع جامد اوووووي يا استاذ رضا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» كرهت النت

فعـاليات يوم الوفـــــاء بالجوابــــــر

كرهت أن أُعجله حتى يقضى حاجته