نعمة الالم

موضوع: نعمة الالم الأربعاء 23 يونيو 2010, 5:22 pm

[size=29]نعمة الألم
الألمُ ليس مذموماً دائماً ، ولا مكروهاً أبداً ، فقدْ يكونُ خيراً للعبدِ أنْ يتأَلَّمَ .
إنَّ الدعاء الحارَّ يأتي مع الألمِ
، والتسبيحَ الصادقَ يصاحبُ الألَمَ ، فتألُّم الطالبِ هو زَمَنَ التحصيلِ
وتحمْله لأعباءِ الطلبِ يُثمرُ عالماً جَهْبَذاً ، لأنهُ احترق في
البدايةِ فأشرق في النهايةِ. وتألُّم الشاعرِ ومعاناته لما يقولُ تُنتجُ
أدباً مؤثراً خلاَّباً ، لأنه انقدحَ مع الألمِ من القلبِ والعصبِ والدمِ
فهزَّ المشاعرَ وحرَّكَ الأفئدةَ . ومعاناة الكاتبِ تُخرجُ نِتاجاً حيّاً
جذَّاباً يمورُ بالعِبرِ والصورِ والذكرياتِ .
إنَّ الطالبَ الذي عاشَ حياةَ
الدَّعةِ والراحةِ ولم تلدعْه الأَزَمَاتُ ، ولمْ تكوِهِ المُلِمَّاتُ ،
إنَّ هذا الطالبَ يبقى كسولاً مترهِّلاً فاتراً .
وإنَّ الشاعر الذي ما عرفَ الألمَ
ولا ذاقَ المر ولا تجرَّع الغُصَصَ ، تبقى قصائدهُ رُكاماً من رخيصِ
الحديثِ ، وكُتلاً من زبدِ القولِ ، لأنَّ قصائدَهُ خرجَتْ من لسانِهِ ولم
تخرُجْ من وجدانِهِ ، وتلفَّظ بها فهمه ولم يعِشْها قلبُه ولم تمس جوارحه .
وأسمى من هذهِ الأمثلةِ وأرفعُ :
حياةُ المؤمنين الأوَّلين الذين عاشوا فجْرَ الرسالةِ ومَولِدَ الملَّةِ ،
وبدايةَ البَعْثِ ، فإنهُم أعظمُ إيماناً ، وأبرُّ قلوباً ، وأصدقُ لهْجةً
، وأعْمقُ عِلمْاً ، لأنهم عاشوا الأَلَمَ والمعاناةَ : ألمَ الجوع
والفَقْرِ والتشريدِ ، والأذى والطردِ والإبعادِ، وفراقَ المألوفاتِ ،
وهَجْرَ المرغوباتِ ، وألمَ الجراحِ ، والقتلِ والتعذيبِ ، فكانوا بحقٍّ
الصفوة الصافيةَ ، والثلَّةَ المُجتبَاةَ ، آياتٍ في الطهرِ ، وأعلاماً في
النبل ، ورموزاً في التضحية ، ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ
ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ
مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً
إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ
الْمُحْسِنِينَ ﴾ .
إذنْ فلا تجزعْ من الألم ولا تَخَفَ
من المعاناةِ ، فربما كانتْ قوةً لك ومتاعاً إلى حين ، فإنكَ إنْ تعشْ
مشبوبَ الفؤادِ محروقَ الجَوَى ملذوعَ النفسِ ؛ أرقُّ وأصفى من أن تعيشَ
باردَ المشاعرِ فاترَ الهِمَّةِ خامدَ النَّفْسِ

لقد رأيتُ
دواوينَ لشعراءَ ولكنها باردةً لا حياةَ فيها، ولا روح لأنهمْ قالوها بلا
عَناء ، ونظموها في رخاء ، فجاءتْ قطعاً من الثلجِ وكتلاً من الطينِ .
ورأيتُ مصنَّفاتٍ في الوعظِ لا
تهزُّ في السامعِ شعرةً ، ولا تحرِّكُ في المُنْصِتِ ذرَّةً ، لأنهم
يقولونَها بلا حُرْقةٍ ولا لوعةٍ ، ولا ألمٍ ولا معاناةٍ، ﴿يَقُولُونَ
بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾.
فإذا
أردتَ أن تؤثِّر بكلامِك أو بشعْرِك ، فاحترقْ به أنت قَبْلُ ، وتأثَّرْ
به وذقْه وتفاعلْ مَعَهُ ، وسوفَ ترى أنك تؤثِّر في الناس

هناك حكمة مأثورة عن أجدادنا القدماء مفادها

أن الضربة التى لا تقتلك تقويك

فى النهاية أرجو أن ينال الموضوع إعجابكم [/size]

جزاكى الله كل خير نور الرحمن
ونفعنا الله واياكى بالخير
شكرا على موضوعك الاكثر من رائع
الى الامام دائما
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جزاكى اللة خيرا
على هذة المدخلة الاكثر من رائعة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» ذكر الله نعمة كبرى
» تعلموا **بين الالم والفرح
» لماذا خلق الله الالم والمعاناة
» لولا الالم لاصبح المرض راحه******ومع ذلك فالمرض مدرسه

فعـاليات يوم الوفـــــاء بالجوابــــــر

نعمة الالم