أفارقة يعتنقون الإسلام في حلبة الملاكمة بباكستان
كراتشي- "جبودو يوجور" 28 عاما، ملاكم من جمهورية إفريقيا الوسطى حضر إلى باكستان للمشاركة في بطولة "بينظير بوتو الدولية للملاكمة".. لكنه سيعود باسم "علي أكبر" بعدما اعتنق الإسلام ومعه 8 ملاكمين آخرون.
وفي تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" يقول الملاكم أكبر: "على الرغم من أنني لم أحصل على لقب البطولة فإنني حصلت على أمر آخر أكبر بكثير وهو أنني أصبحت بفضل الله مسلما".
ويضيف أكبر وعيناه تلمعان: "لن أنسى تلك اللحظة، حينها شعرت أنني حققت مرادي"، فعندما نطق الملاكمون التسعة (ستة من جمهورية إفريقيا الوسطي وثلاثة آخرون من دولة الكاميرون) بالشهادة تعالت صيحات مئات الحاضرين في جامعة "بينوريا الدولية" جنوبي مدينة كراتشي الباكستانية، وهتفوا "الله أكبر"، معانقين إخوانهم الجدد، ووزعوا حلوى بهذه المناسبة السعيدة.
ويقول أكبر: "ما أروع الترحيب الذي لقيناه هنا.. لم نعتقد أننا سوف نعامل كالمشاهير بعد اعتناقنا الإسلام"، في إشارة إلى تصدر الخبر العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام المحلية الباكستانية.
على الرغم من أن الملاكم أكبر -يوجور سابقا- ابن لوالدين مسلمين فإن رحلته إلى الإسلام استغرقت وقتا طويلا.
ويقول أكبر إن والديه صرخوا من الفرحة عندما علموا باعتناقه الإسلام عندما هاتفهم من باكستان، مضيفا: "لقد ألمحت لهم قبل سفري أنني سوف أحضر لهم هدية خاصة لكنني لم أفصح عن خططي".
ويأمل أكبر الذي لديه أربع شقيقات وثلاثة أشقاء هو أكبرهم في أن يساعد إخوته الذين مازالوا مسيحيين في إيجاد طريقهم إلى الإسلام، مشيرا إلى أنه "إن شاء الله سوف يمن الله عليهم ويعتنقون الإسلام مثلما منّ عليّ".
وعن رحلته للإسلام يقول أكبر إن مدربه محمد كالامباي كان له الفضل الأكبر في اعتناقه الإسلام، مضيفا أنه بدأ التفكير في اعتناق الإسلام منذ عدة سنوات عندما انضم إليهم كالامباي كمدرب للفريق.
ويشير الملاكم إلى أن مدربه لم يجبر يوما أحدا على أن يعتنق الإسلام، "لكن – والحديث لأكبر- طريقته في الحياة وشخصيته الودودة هو ما جعلنا ننجذب للإسلام".
المساواة والإيثار
ولم يكن "أكبر" هو الوحيد الذي جذبته طريقة الملاكم السابق والمدرب الحالي كالامباي، لكن هناك أيضا خمسة ملاكمين من فريقه اعتنقوا الإسلام بسببه.
ويقول أكبر: "قررنا جميعا أن نعلن إسلامنا في باكستان؛ لأنها أول دولة إسلامية نزورها في حياتنا"، ويضيف: "اثنان من زملائنا كانوا مترددين في اعتناق الإسلام لأنهم كانوا يريدون معرفة المزيد عن الإسلام.. لكن عندما أبلغناهم أننا سنعلن اعتناقنا الإسلام غدا أرادوا الانضمام لنا".
ويوضح أن أفضل صفتين في الإسلام جعلتهم يعتنقونه هما المساواة والإيثار، مضيفا: "لدي العديد من الجيران المسلمين وهم لا يساعدون بعضهم البعض فقط ولكنهم يساعدون أيضا غير المسلمين في أي وقت عندما يحتاجون إليهم".
ويضيف أكبر: "لقد أخبروني أن مساعدة الآخرين جزء أساسي من تعاليم الإسلام.. كما لا يوجد مبدأ التكبر في الإسلام".
ويقول أكبر: إن "مدربه كالامباي كان دائما ما يستشهد بحديث للرسول عليه الصلاة والسلام وفيما معناه لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأسود على أبيض.. ولقد انجذبت بشدة لمفهوم المساواة في الإسلام".
"السلام عليكم"
أما الملاكم الكاميروني "كوتشيمي جوستين" فرحلة اعتناقه الإسلام بدأت بكلمة "السلام عليكم".
ويروي "جوستين" الذي أصبح اسمه "محمد أحمد" لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الفضل يعود لزميله الملاكم محمد إسماعيل الذي أصبح أفضل صديق له في السنوات الخمس الأخيرة.
ويقول أحمد وصديقه إسماعيل بجانبه والابتسامة تعلو وجهه: "إسماعيل دفعني أنا وزملائي لنكتشف الإسلام الذي كان دينا جديدا بالنسبة لنا؛ لأن أغلبية السكان مسيحيون".
ويوضح أحمد: "لم نكن نعرف الكثير عن الإسلام.. بدأنا نهتم به بعد أن أصبحنا نشاهد إسماعيل وهو يصلي خمس مرات في اليوم بغض النظر عن ضيق الجدول لدينا".
ويحكي أحمد: "في الحقيقة أول ما جذب انتباهنا للإسلام هو صوت إسماعيل العالي وهو يقول (السلام عليكم).. لقد أحببناها".
ولا يتوقع أحمد وزملاؤه الملاكمون أن يواجهوا أي صعوبات عند عودتهم بعد إعلانهم اعتناقهم الإسلام، ويشير أحمد إلى أن "مجتمعنا ليس من هذا النوع الذي يثير مشاكل بهذا الخصوص، لكن حتى إن واجهتنا مشكلات فإننا بإذن الله سوف نتعامل معها".
ويأمل أحمد أيضا أن يساعد أبويه وأشقاءه في اكتشاف الإسلام، قائلا: "والدي وإخوتي لا يعرفون الكثير عن المسيحية.. يعيشون حياة عشوائية.. وأنا متأكد من أنني سوف أقنعهم بالإسلام".
وعن ردة فعلهم بعد عودته للكاميرون يقول أحمد: "لا أعتقد أنهم سيكونون غير سعداء بقراري.. حتى إن كانوا، فأنا لن أعاملهم إلا بكل الحب والعرفان".
وتعليقا على إسلام اللاعبين يقول لوموند كريستين رئيس اتحاد الملاكمة في جمهورية إفريقيا الوسطى لـ"إسلام أون لاين.نت": "أنا سعيد بهم سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين؛ لأن كلتا الديانتين ترشدك إلى الله.. لقد اعتنقوا الإسلام دين العدل والمساواة، وأنا سعيد بذلك".
وأكد كريستين أن اللاعبين لن يواجهوا أي مشاكل اجتماعية أو اقتصادية عند عودتهم إلى بلادهم، مضيفا: "إنهم أبطالنا وسيظلون أبطالنا بغض النظر عن ديانتهم".